طهران تراوغ الغرب بتقديمها اقتراحاً مضاداً

طهران تراوغ الغرب بتقديمها اقتراحاً مضاداً

أرجأت ردها على خطة البرادعي

عواصم - وكالات: لم تلتزم إيران المهلة التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وانتهت امس, للرد على مقترح نقل تخصيب اليورانيوم إلى الخارج لزيادة تخصيبه, حيث أعلنت أنها ستعطي ردها الأسبوع المقبل, مقدمة اقتراحاً مضاداً يقضي بشراء اليورانيوم من الخارج, الأمر الذي فسره مراقبون بأنه عودة ايرانية إلى ستراتيجية المراوغة لكسب الوقت بهدف تجنب تشديد العقوبات. (راجع ص 19)
وبعد أن أعلنت موسكو وباريس وواشنطن تباعاً موافقتها الرسمية على الاقتراح, قال مندوب إيران لدى الوكالة الذرية علي أصغر سلطانية لقناة "برس تي في" التلفزيونية الرسمية الناطقة بالانكليزية, مساء أمس, إن طهران "تدرس بعناية مختلف الأبعاد التي تضمنها الاقتراح حول تزويد المفاعل الايراني للأبحاث بالوقود" النووي, مضيفاً "بعد تقويم نهائي, سأعطي الرد للسيد (المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي عندما أعود الى فيينا الاسبوع المقبل".
وفي العاصمة النمساوية أكد البرادعي أن طهران سترد الأسبوع المقبل, معربا عن أمله أن يكون ردها إيجابياً "لأن ذلك مهم لعهد جديد من التعاون".
لكن الموقف الإيراني الرسمي الذي ترقبته الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة طيلة يوم أمس, سبقه اقتراح مضاد لم تفهم أهدافه بشكل واضح رغم أن ملامحه توحي بمحاولة جديدة - قديمة لكسب الوقت, إذ أعلن مصدر قريب من المفاوضين الإيرانيين ان بلاده تنتظر رداً "إيجابياً" من الدول الكبرى بشأن "اقتراحها" الخاص المتعلق بتخصيب اليورانيوم, موضحاً أن ايران "ترغب في شراء الوقود لمفاعل طهران للأبحاث في إطار اقتراح واضح".
وأضاف المصدر, الذي لم تكشف هويته, ان "بعض وسائل الاعلام ذكرت ان بعض الأطراف اعطوا رداً إيجابياً على مقترحاتهم الخاصة, الأمر الذي يعتبر سلوكاً يدعو الى الدهشة", معتبراً أن "ايران هي التي تشتري الوقود النووي لمفاعل طهران, وعلى البائعين ان يعطوا جوابا على اقتراح الشاري".
وبدا العرض الايراني المضاد لا يقدم للغرب شيئا يذكر, إذ لن يقتصر على عدم خفض مخزون اليورانيوم المخصب الذي يثير قلق المجتمع الدولي, وانما يتطلب أيضا رفع العقوبات المفروضة على ايران منذ العام 2006 للسماح لها بشراء مثل هذه المواد النووية الحساسة.
وبعيد موافقة موسكو وباريس وواشنطن الرسمية على اقتراح الوكالة الدولية التي حددت يوم أمس موعداً نهائياً للرد عليه, عكس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أجواء تشاؤمية, حيث قال في تصريح صحافي خلال زيارته إلى بيروت "لا أعلم ما هي النتائج التي سيتم التوصل إليها في فيينا, لكن المؤشرات ليست ايجابية, هذا الأمر مؤسف".
ولم تكن هناك شكوك في أن الدول الثلاث التي تفاوضت مع الايرانيين في فيينا من الاثنين حتى الأربعاء الفائت, ستوافق على خطة البرادعي, التي تنص على ان تكون روسيا مسؤولة عن تخصيب اليورانيوم الايراني الى المستوى الضروري لاستخدامه وقوداً لمفاعل الأبحاث في طهران.
ولم تكشف تفاصيل الخطة, إلا أن باريس أوضحت أن المقترح يدعو ايران الى تسليم نحو ثلاثة أرباع مخزونها أي 1200 كلغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب من مفاعل ناتنز الى روسيا بنهاية العام الحالي, على أن تقوم الأخيرة بزيادة تخصيبه إلى نسبة 75.19 في المئة, قبل أن ترسله إلى فرنسا لإنتاج نظائر مشعة, وبذلك لن يكون هناك عقد مباشر بين طهران وباريس.