القضاء على "ثقافة العنف والفوضى

حوارات

لماذا لا تبدأ وزارة الداخلية بحملة توعية مكثفة ومستمرة بشأن ظاهرة العنف في المجتمع؟

توضح معظم الدراسات النفسية والاجتماعية أن أهم أسباب انتشار "العنف" في المجتمع الإنساني هي حدوث تدهور سلوكي ملاحظا يأخذ شكل عدم التزام واضح من كثير من الأفراد بمبادئ العيش السلمي بين أعضاء المجتمع. ولذلك فالعلاقة بين ارتفاع مستويات العنف وعدم احترام ما يطلق عليه في كثير من الأحيان "العادات والتقاليد" وخصوصا ما هو ايجابي منها, جوهرية ومصيرية. لكن رغم ذلك, نعتقد أن "الحزم" في تطبيق القانون ووضع آليات عقابية جديدة أكثر صرامة مرفقة بحملات توعية مكثفة من لدن وزارة الداخلية سيساعد في القضاء أو مكافحة العنف أو على الأقل سيضعف من تفاقمه. في سياقنا الكويتي فيما يبدو لنا زيادة ملاحظة في عدد حوادث العنف اللفظي والجسدي وبعض مظاهر الفوضى, والتي كان أخرها ما يبدو حدث كمشاجرة دامية في نادي الصيد والفروسية "الصحف الصادرة امس", فمن المفروض مواجهة هذه المشكلات السلوكية الفردية والمجتمعية بشكل مباشر وعبر تطبيق حازم للقوانين وبحذافيرها إذا استدعى الأمر ذلك.
ثقافتا العنف والفوضى قرينتان لا تنفصلان, فالأولى تقود الى الأخرى والعكس صحيح, كذلك نظراً إما لعدم رهبة البعض من القانون أو بسبب استهتارهم بحياة الآخرين.
هذه السلوكيات والتصرفات السلبية والعنيفة لا يمكن الحد من وطأتها ما لم يتم اتباع ستراتجية أمنية فاعلة في الحفاظ على الأمن والآمان في المجتمع. في هذا السياق يمكن لوزارة الداخلية بدأ حملات توعية مكثفة ومستمرة بشأن ظاهرة العنف في المجتمع عبر إتباع أساليب إبداعية تستفيد من قنوات اتصال مختلفة عما تم استخدامه في الماضي. على سبيل المثال, يمكن استخدام خدمة "الرسائل النصية" في الهواتف النقالة للحث على احترام القانون وللحد من العنف, بل يمكن لضباط وزارة الداخلية عقد ندوات شبه يومية في المدارس والأماكن العامة لحث المواطنين والمقيمين على المساهمة في الحد من ظاهرة العنف. ومهما كانت الوسائل والستراتيجيات الإبداعية التي ستستخدمها وزارة الداخلية والجهات الحكومية الأخرى فيجب عدم الاستهانة في تفاقم ظاهرتي العنف والفوضى.
لا نقبل شخصياً كما لا يقبل مئات الآلاف من المواطنين الكويتيين أن تسود ثقافة الغاب والعنف وأخذ الحقوق بشكل فوضوي في مجتمعنا, فرهاننا جميعاً هو الإبقاء على مستوى العنف المتوقع أن يحدث في أي مجتمع إنساني طبيعي بشكل يمكن لأجهزة الأمن التعامل معه بشكل فعال, لكن ما ان يبدأ يتجاوز الخطوط الحمراء ويخترق السلم الفردي والمجتمعي والوطني فيجب معاقبته بشكل حاسم يردع بعض أولئك الذين يبدو انهم قد بطروا النعمة وغرتهم الكبرياء الحمقاء و"الكاريزما" المزيفة وربما بدأوا يظنوا أنه لا يوجد في البلد من يستطيع أن يوقفهم عند حدهم! اللهم احفظ الكويت